ربما واجهت حيرة أثناء اختيار ملابسك… ولو لمرة واحدة على الأقل! ولهذا ستتفهم سؤال المبتكرين: "لماذا لا يكون لكل واحد منا مصمم أزياء في بيته؟" مع التكنولوجيا، أصبح هذا ممكنًا، بل وأكثر متعة وسهولة.

الخزانة الذكية هي أسلوب جديد لاختيار ملابسك، حيث تُبسط التجربة للمستخدم عبر أمر صوتي فقط حول نوع اللباس المطلوب، ليُجهّز خلال ثوانٍ. على سبيل المثال: طلب زي رسمي لمناسبة صيفية، أو زي رياضي ليوم ربيعي، وستجده أمامك في لحظات!

‍كجزء من مختبر المبتكرين الصغار، برنامج أطلق بالتعاون بين واحة التفكير ومؤسسة عبد الحميد شومان، يقف مشروع الخزانة الذكية دليلًا على ما يمكن أن يحققه اليافعون إذا توفرت لهم الأدوات و التوجيه المناسب.

تم تصميم و تنفيذ التدريب الممتد لعام كامل بواسطة واحة التفكير، مع تركيز على تنمية الابتكار، التفكير النقدي، وحل المشكلات الواقعية. وقد ابتُكر هذا المشروع بالكامل من الألف إلى الياء — من الفكرة الأولية، مرورًا بإثبات المفهوم، وصولًا إلى نموذج أولي وظيفي كامل — على يد مجموعة من المشاركين المتحمسين، أعمارهم بين 10 و13 عامًا.

تعرف على المبتكرين الذين ابتكروا مشروع الخزانة الذكية:

كيف تعمل الخزانة الذكية؟

الخزانة مجهزة ببرنامج ذكاء اصطناعي مُدرّب على آلاف الصور لقطع ملابس وأزياء متنوعة، ما يمنحه القدرة على التعرف على ميزات أي قطعة جديدة عبر صورة الكاميرا.

قد يصف القطعة مثلاً بأنها "معطف أسود رسمي شتوي".
بعدها يقوم بتجميع طقم متكامل يناسب المناسبة.

الميكروفون في الخزانة يلتقط أوامر الصوت من المستخدم، يحللها، ثم يفعّل الآلية لتسليم الملابس المناسبة.

ما وراء الأزياء: دعم ضعاف البصر

بدأت الفكرة بحل مشكلة الحيرة اليومية، لكنها تحولت إلى سؤال أعمق: كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعد الأشخاص في تنسيق الملابس — وخاصة من لا يستطيعون رؤيتها؟ بالنسبة للمكفوفين، اختيار الملابس بشكل مستقل تحدٍّ حقيقي. هذا المشروع يواجه هذه التحديات مباشرة.

الجمهور والأثر

تخدم الخزانة الذكية جمهورًا واسعًا — من مستخدمين عاديين يبحثون عن روتين صباحي أسهل، إلى ضعاف البصر ممن يحتاجون حلولًا عملية. المشروع لا يقتصر على اختيار الملابس؛ بل يعزز الاستقلالية، ويعيد الثقة، ويجعل الأناقة شاملة للجميع. إنها مزيج بين الذكاء الاصطناعي، وسهولة الوصول، والراحة اليومية.

أصل الفكرة

انبثقت الفكرة من التعاطف والفضول. تخيل المبتكرون الصغار كيف يمكن للتقنيات الذكية أن تُسهل اتخاذ القرار وتوسع الاستقلالية. أرادوا تجاوز المرايا الذكية وغرف القياس الافتراضية إلى نظام عملي حقيقي يقدّم النتيجة لا مجرد اقتراح.

كيف بُنيت؟

اعتمد المبتكرون الصغار على نموذج تعلّم آلي مُوجّه لتصنيف الملابس وتحديد ملاءمتها لمناسبات مختلفة. بدأوا بتحضير مجموعة بيانات مخصصة، ووضعوا تسميات للصور لتعليم النموذج التعرّف على الأنماط والخصائص البصرية للملابس. من خلال التدريب والاختبار المتكرر، تمكنوا من تحسين دقة النموذج حتى بلغت %98.3 في الدقة و %98.4 في الاسترجاع.
كل قطعة ملابس تُضاف إلى الخزانة تُصوَّر عبر كاميرا داخلية. يقوم الذكاء الاصطناعي بوضع تسمية لها، وتخزين موقعها، وتذكّرها دائمًا. وعند تفاعل المستخدم (حاليًا عبر أزرار)، يمسح الذكاء الاصطناعي المخزون ويحدد القطع المناسبة حسب الطلب، ثم تُسلم عبر النظام الميكانيكي.

المكونات التقنية

  • نموذج الذكاء الاصطناعي: مدرّب على بيانات صور مخصصة لاكتشاف النوع (قميص، معطف…) ومستوى الرسمية (كاجوال، رسمي…).
  • الكاميرا والتصنيف: تلتقط صورة للقطعة الجديدة ليُصنفها الذكاء الاصطناعي ويحدد موقعها.
  • النظام الميكانيكي: رف دوّار دائري يحمل الملابس. كل خطاف مزود بمفتاح يحدد إذا كان مشغولًا. محرك سيرفو مركزي يدير الرف حتى يتموضع الزي المطلوب.
  • إدخال المستخدم: عبر أزرار حاليًا، مع خطط لإضافة الأوامر الصوتية لسهولة الوصول.

التصميم التكراري والعمل الجماعي

لم تكن رحلة الفريق خطية، فقد جربوا منصات تعلم آلي مختلفة واختبروا تصاميم ميكانيكية متعددة قبل الوصول للشكل النهائي. تحسّن النموذج عبر تجارب متكررة — من تحسين البيانات إلى اختيار البرمجيات. النظام الميكانيكي أُعيد تصميمه عدة مرات حتى أصبح عمليًا باستخدام مكونات متوفرة.

المستقبل

يعمل النظام حاليًا عبر الأزرار، لكن الفريق يطمح لإعادة إدماج وحدة التعرف على الصوت لتوسيع الفائدة لضعاف البصر. حينها، لن يحتاج المستخدم لرؤية أو لمس الخزانة إطلاقًا، ما يجعلها في متناول الجميع بذكاء كامل.

الخاتمة

يثبت مشروع الخزانة الذكية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكثر من مجرد صيحة — بل أداة للدمج، الاستقلالية، والابتكار. سواء كنت تختار ما ترتديه أو تساعد شخصًا ليستعيد استقلاليته، فإن هذا الحل المدعوم بالذكاء الاصطناعي يمثل خطوة متقدمة للمنازل الذكية والإنسانية الذكية.

Thinking Oasis | المنازل الذكية بالذكاء الاصطناعي | خزانة ذكية | التكنولوجيا المساعدة | الذكاء الاصطناعي لذوي الإعاقة البصرية | ابتكار شبابي | الأتمتة المنزلية | تصميم شامل